طيب للصراحة انا عندي عادة السب بلغة اخرى وكتير ادخل في مشاكل عشان هذا الموضوع وكثير ناس يحسبوا اني فتاة سيئة من طريقة كلامي مع اللي اعرفهم ,عشان كذا اتمنى هذا الموضوع يفيدني ويعيدكم
الأشخاص الذين يجيدون لغتين أو أكثر يفضلون عموماً لغة على أخرى بحسب الظروف التي يواجهونها. هذا الأمر صحيح تحديداً في ما يخص الشتائم والإهانات. يبدو أن الأشخاص يفضلون عدم استعمال لغتهم الأم لقول كلام غير لائق. إليكم السبب.
في دراسة نُشرت منذ شهرين في مجلة {بلوس ون}، يشرح باحثان بولنديان من جامعة وارسو أن العلماء اللغويين وعلماء النفس لطالما تساءلوا عما يجعل الناس يتنقلون من لغة إلى أخرى. يتعلق أحد الأسباب على ما يبدو بواقع أن الناس يشعرون بأنهم أكثر ارتباطاً من الناحية العاطفية بلغتهم الأم. نتيجةً لذلك، هم مستعدون لقول أمور معينة بلغات أخرى مع أنهم ما كانوا ليقولوها بلغتهم الخاصة. كتب الباحثان:
غالباً ما يلحظ الأشخاص الذين يتواصلون مع أفراد يجيدون لغتين أو أكثر أن من الأسهل على هذه الفئة التعبير عن محتوى معين بلغة واحدة، بينما يسهل نقل محتوى آخر بلغة أخرى. بماذا يتأثر هذا الخيار؟ لوحظ وثبت أن المواضيع العاطفية هي التي تفسر الانتقال من لغة إلى أخرى. يسمي كيم وستاركس هذه الظاهرة {اختيار اللغة المرتبط بالعاطفة»، وهي لغة اختيارية يحددها شخص يجيد لغتين، سواء بشكل مقصود أو عن غير قصد، ولا يتأثر الخيار بعوامل مثل البيئة (المنزل، المدرسة، الملعب، مقر العمل، الملهى...)، بل يتعلق بالخيارات الذاتية التي يفضلها كل فرد.
يحصل ذلك على ما يبدو لأن اللغات الأخرى تبدو «منفصلة» عن محيطنا بينما تتسم اللغة الأم بطابع حميم. المواضيع التي تدخل في إطار المحرمات في اللغة الأم لا تبدو مزعجة جداً في لغات أخرى. يكون الالتزام بمعايير التهذيب الثقافية والاجتماعية (وهي قواعد نتعلّمها في طفولتنا) أعلى مستوى في اللغة الأم:
استناداً إلى نتائج استطلاع جرى على الإنترنت حول التعبير عن العواطف وشمل أشخاصاً يجيدون لغتين، لاحظ بافلينكو أن الكلمات المرتبطة بالعواطف قد تُعتبر {منفصلة} عن محيطنا في اللغة الثانية بينما تبدو طبيعية في اللغة الأولى، حتى لو اعتُبرت تلك التعابير من {المحرمات} أو شملت مصطلحات لطيفة أو شتائم. المثير للاهتمام أن النظرية التي تفترض وجود طابع عاطفي في اللغة الأولى وطابع زائف في اللغة الثانية قد تؤدي إلى استنتاجين بديلين: من جهة، من الأسهل على الأشخاص الذين يجيدون لغتين أن يتحدثوا عن مسائل مشحونة عاطفياً في اللغة الطبيعية الأولى. ومن جهة أخرى، قد يفضلون اللغة الثانية لهذا السبب تحديداً، بما أن المعايير الثقافية والاجتماعية عند التعبير عن العواطف في اللغة الأولى قد تكون مثيرة للمتاعب.
لمعرفة طريقة تأثير العواطف المرتبطة بالغضب على الأشخاص الذين يجيدون لغتين، خاض الباحثون ما يسمّونه {تجربة خفية}. أرادوا معرفة ما إذا كان استعمال الإهانات العرقية أسهل في اللغة الأم أو في لغات أخرى. لذا طلبوا من الطلاب أن يترجموا عبارات مسيئة من الإنكليزية إلى البولندية ومن البولندية إلى الإنكليزية. تبين أن الشتائم العامة لا تحمل الثقل العاطفي نفسه مثل الإهانات العرقية كما يُظهر الرسم أعلاه.
إهانات وشتائم
على عكس ما يمكن أن نتوقعه، تبين أن الطلاب البولنديين شعروا بانزعاج أكبر عند توجيه الإهانات العرقية باللغة البولندية. لكنهم كانوا في المقابل يرفعون مستوى الشتائم باللغة الإنكليزية:
ترجم الطلاب البولنديون الذين يجيدون لغتين نصوصاً تعج بالشتائم من البولندية إلى الإنكليزية والعكس صحيح. في الترجمات البولندية، كانت مرادفات الشتيمة المستعملة أضعف من النص المرجعي. وفي الترجمات الإنكليزية، كانت المرادفات أقوى مما هي عليه في النص الأصلي. هذه النتائج تؤكد على نظرية {اختيار اللغة المرتبط بالعاطفة». لكن تم رصد هذا الأثر حصراً في الإهانات العرقية مثل الشتائم الموجهة إلى جماعات اجتماعية معينة. تبين أن العامل الأساسي الذي يحدد الخيار اللغوي عند الأشخاص الذين يجيدون لغتين لا يتعلق بالضرورة باختلاف القوة العاطفية في اللغتين بل بالمعايير الاجتماعية والثقافية.
هذا الجانب هو {عكس توقعاتنا} لأن أي شخص قد يفترض أن الناس هم أكثر ميلاً إلى إهانة جماعة أخرى عبر استعمال لغة جماعتهم الخاصة. قد نظن مثلاً أن المتحدث باللغة الإنكليزية يميل إلى شتم الناطقين بالإسبانية بلغته الإنكليزية. لكن ليس الوضع كذلك. تكون المعايير والمحرمات الاجتماعية في ما يخص الإهانات قوية جداً ويميل الناس إلى تخفيف حدة الإهانات العرقية في لغتهم الأم، حتى لو كانوا مستعدين لرفع سقف الشتائم بلغات أخرى.
من ناحية معينة، قد يفسر هذا التحليل ما جعل الشخصيات الغربية كلها في مسلسل Firefly تتبادل الإهانات باللغة الصينية!