أما ترضى ان اكون لك أبا ؟!
يحكي أن في يوم خرج النبي صلي الله عليه وسلم ليؤدي صلاة العيد فرأي أطفالاً يمرحون ويلعبون ولكن كان بينهم طفلاً يبكي وحيداً وثوبه ممزق، فإقترب منه صلي الله عليه وسلم وقال له : مالك تبكي ولا تلعب مع الصبيان ؟ فاجابه الصبي : لقد قتل أبي في إحدي الحروب الإسلامية وتزوجت أمي فأكلوا مالي واخرجوني من بيتي، وأنا ليس لدي مأكل ولا مشرب ولا ملبس ولا بيت يأويني، وعندما رأيت الأطفال يلعبون تجددت أحزاني فبكيت علي مصيبتي .
فأخذ النبي صلي الله عليه وسلم بيد الصبي وقال له : اما ترضى ان اكون لك ابا وفاطمة اختا وعلي عما والحسن والحسين اخوين، فعرف الصبي أنه رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال علي الفور : وكيف لا أرضي بذلك يا رسول الله، فأخذه الرسول صلي الله عليه وسلم إلي بيته وكساه ثوباً جديداً واطعمه وبعث السرور في قلبه من جديد، فركض الصبي بين الصبيان يركض ويلعب، فقال له أحد الصبيان أما كنت تبكي قبل قليل؟ فما الذي جعلك الآن مسروراً وفرحا ؟ فقال اليتيم : كنت جائعا فشبعت وكنت عاريا فكُسيت وكنت يتيما فأصبح رسول لله ابي وفاطمة الزهراء اختي وعلي عمي والحسن والحسين اخوتي .
فقال الصبيان علي الفور : ليت آبانا قتلوا في الحرب لنحصل علي ما حصلت أنت عليه، وعاش الطفل في كنف الرسول صلي الله عليه وسلم حتي توفي، فلما وصل إليه نبأ وفاته خرج من البيت يبكي ويهيل التراب علي رأسه صارخاً : الآن صرت يتيماً .. الآن صرت غريباً، فقام أحد الصحابه بكفالته .