الوقت هو ذلك الشيء الّذي نتعامل معه بشكلٍ يومي، ويرافقنا كظلّنا، إلا أنّنا نجهل ماهيته؛ فهو شيء أصعب من أن يفكّر به الإنسان، فلا يمكن إدّخار الوقت أو توظيفه كالمال، والوقت هو الشيء الوحيد االمشترك بين جميع البشر على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وأعمارهم في هذا الوجود، فجميع البشر لديهم يوميّاً 24 ساعة، ولكلّ شخص الحرية في التصرف بتلك الـ 24 ساعة المتاحة له، فإمّا أن يهدرها بالقيام بالأعمال والأنشطة الّتي لا أهميّة لها، أو أن ينظّم الـ24 كلّ يوم للقيام بأعمال مفيدة، وهذا ما يسمّى بتنظيم الوقت. حدّد الله عزّ وجل الوقت للإنسان بأن جعله عبارة عن تلك الفترة التي يعيشها في هذا العالم، وهي الفترة التي يجب فيها على الإنسان أن يستغلّها بالقيام بجميع الأعمال الصالحة، لتحقيق الغاية والمقصد من خلقه ألا وهي عمارة الأرض، فعند موت الإنسان ينتهي وقته وبالتالي لن يتسنّى له فعل أيّ شيء، والوقت هو من الأشياء الأربعة المهمّة التي يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، كما جاء في قول رسولنا الكريم : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به".