خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم. فكانت ذات شرف ومال كثير، تزوجت خديجة وهي بكر (عتيق بن عائذ) فولدت له حارثة ثم هلك عنها، فتزوجت أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة، ثم هلك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت أربعين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وقال أبو عمر وأجمع أهل العلم: " أن خديجة – رضي الله عنها- ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم - رضي الله عنهن-، وأجمعوا أنها ولدت له القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم [1].
لقد كانت خديجة –رضي الله عنها- امرأة تاجرة، ذات شرفٍ ومال، تستأجر الرجال في مالها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يتجر بمالها فوافق صلى الله عليه وسلم وذهب مع غلامها (ميسرة) في تجارة إلى بلاد الشام، وعاد من رحلته برزق وفير وأرباح طائلة [2].
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها، وأن أولاده كلَّهم منها إلا إبراهيم - رضي الله عنه - فإنه من سُرِّيّته مارية[3]. وأن الله سبحانه وتعالى بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك,وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب)، كما أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عَتبُّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة.وهي أوّل امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة من النساء والرجال[4].
وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم)وفضل خديجة لصبرها الجميل وجليل ما صنعته من أعمال صالحة وآثار نافعة قيمة، وفضل فاطمة لأنها بضعة من محمد صلى الله عليه وسلم، وأم النسل الشريف كله .